Advertisement

Main Ad

هل يمكن تحقيق الشفاء من خلال العقل الباطن

إذا كنت تريد أن تدرك إمكانية الشفاء بالعقل الباطن فذلك سيعتمد على المعنى الذي تحمله هذه الكلمة حسب رؤيتك ...

كثيراً ما يتعرض طلاب العلوم الباطنية الصحيحة للسخرية بسبب دخولهم في الكثير من ميادين العلوم والحياة ، مما يسبب نفوراً منهم لدى الآخرين ، ولكن الحقيقة التي يجهلها الآخرون ويصرون على جهلها باستمرار ، أن الحياة ليست مُقسمة أصلاً ، قسمها الإنسان "اعتبارياً" فقط وإلا فإنها تنطلق من نفس الحقائق الأولية التي تنطبق على كافة المجالات والظواهر.

العقل الباطن الذي يشار إليه عادة ، هو مفهوم هلامي جامع لكل أفكار المدربين ، ك"مخزن الخبرات والذكريات" و"المارد الذي يحتاج لإيقاظه لتحقيق رغباتك" … وهذه العبارات الرنانة ، ليست تعريفاً علمياً دقيقاً وسالماً … ما يسمى بالعقل الباطن هو صلة الوصل بينك وبين الواقع الفيزيائي والجسد ، حينما لا تكون أنت بنفسك المشرف المباشر على هذا الواقع ، وهو كذلك صلة الوصل بينك وبين كل واقع مكن ولا تشرف عليه مباشرة.

حالة غياب وعيك المترافقة مع حضور تأثيرك وقابليتك للتأثر (تآثر واقعتك الكونية جسدياً ونفسياً ) هو المعنى العميق للعقل الباطن وظيفياً ، أما البنية المسؤولة عن ذلك هي جوهر العقل الباطن ، وهي واقعة تجريدية تقع بين الفيزياء والميتافيزياء ولا داعي أن تحيط بها تماماً حتى تستخدمه في العلاج.

أما المرض النفسي في بُعده العقلي المجرد ، ودون الخوض بأعماق الوجدان فهو الروابط والعقد بين الأفكار والتصورات ضمن ذاكرة هذا العقل الغيابي ، والتي تجعلك تتصرف بشكل انعكاسي ، وغالباً تصرفاتٍ لا توافق عليها بوعيك ، الأخطاء في الهرمونات والنقل العصبي تنبعثُ من هذه الروابط وليس العكس ، لأن هذه الروابط معلوماتية والهرمونات لا تولد المعلومات ، أما شكل الدماغ وتلافيفه وDNA الخلوي ، فلا يؤثر على الحالة العقلية إلا بوساطة النقل العصبي نفسه ، الذي لا يولد المعلومات.

طريقة العلاج بالعقل الباطن في أصلها تعتمد على فك الإشراط بين تصورين أحدهما تصور المثير أو الغاية لدافع أو لرغة تحقق من خلال إشباعها عبره الرضى ، والثانية تأويلك الخاص بطريقة الاستجابة لهذه الغاية "الاستثارة" التي حددتها ، ففي حالة الوسواس ، يكون المثير هو توفير الاطمئنان النفسي ببرهانٍ فكري ، وطريقة البرهنة هي التأويل الذي يختلفُ بحسب الحالة ، وغيابُ المعيار القاطع لما يمكنه أن يوفر مثل هذا الأمان هو السبب في تبني أي نموذج تأويلي يتم طرحه وارتباطه تجريبياً بالميل النفسي له ، كتأويل الأمان الاقتصادي بالكثرة في مصادر المال التي لا تحتاج لعمل ولا لجهد ، بحيث أنك تبقي على المال موجوداً إذا ما تعرض الشخص للإعاقة.

هذا التأويل يقوم بتعطيل المرء عن أداء مهامه وإشغاله بالتخطيط المستمر وإهمال الواقع الحقيقي ، والعيش في واقع افتراضي تتبدل فيه الخطط المالية كل يوم ، وكما ترى فالخطأ كان بالمسلمات "الأمان الاقتصادي يحتاج حماية النموذج المستقبلي في حال الإعاقة" وبتأويل الرغبات "رغبتك أصلاً بمثل هذا الأمان والتي تبقيك منشغلاً عن متعة الحياة ، بحجة أنك ستحقق الأمان هكذا".

فك الروابط الوهمية هذه هو المطلوب ، سواء بالعقل الباطن أم بغيره ، العقل الباطن ليس يملك لك نفعاً ولا ضراً بل أنت عليك توجيهه ، ولا داعي للتكنولوجيا الشديدة التعقيد التي يروج لها المدربون لتوجيه عقلك ، يحتاجُ الأمر مجرد النية والتركيز والعزم … وتصفية الأفكار من ضجيج العصر ، والتوكل على الله.

إرسال تعليق

0 تعليقات