Advertisement

Main Ad

الأرض ليست كوكب ... لكن نمط للوجود

 ما هي السماء ؟ ما هي الأرض ؟

والأهم : كيف ندرك المعاني الحقيقية التي تدل عليها هذه الألفاظ في القرآن … هذا هو المهم

"شكل" كوكب الأرض الظاهري… ليس مهماً من الناحية الدينية لأنه لا يؤثر على الرؤية القيمية للوجود في الدين.

كيف يمكن الوصول إلى معاني الكلمات التي يبلغها الله إليك في القرن الكريم؛ إذا لم تمتلك "مفتاح التأويل" المناسب لها ؟

إليك هذين المبدأين :

  1. الأرض في كتاب الله : هي "المستوى المادي الظاهري من الوجود".
  2. السماء في كتاب الله : هي "الوجود العميق" الذي يتجلى العالم المادي من تفاعلاته، وتنبعث منه عوالم أخرى تختلف في التكوين.

"الأرض المسطحة" ... المعنى الحقيقي :

إن مفهوم "الشكل المسطح" الهندسي له معنىً غير واضح ولا دقيق إدراكياً عند أغلب الناس، والإدراك العام يجد صعوبة في ملاحظة الفرق بين معنى كلمة ( مسطح ) ومعنى كلمة ( مستوي ).

هل الكُرات كائنات مسطحة أم غير مسطّحة ؟

دلالة كلمة "مسطح" كما يستخدمها الناس اليوم اختلفت عن معناها الحقيقي الأصلي، ربما بسبب سوء استخدام الناس لها وتعاملهم مع الموضوع بلا مبالات.

انحراف دلالة الكلمات أمر شائع في اللغات، يبدأ انحراف دلالة الكلمة عن معناها الأصلي من من اصطناع تعريف اتفاقي جديد للكلمة بين جمع من الناس ، يربطونها كرمز مع معنىً يغاير معناها الأصلي وربما يختلف جذرياً عنه.

يحدث ذلك في العادة بسببب أحداث تاريخية مهمة، فتصبح الدلالة الوضعية أقوى انطباعاً في أذهان الناس من الدلالة الحقيقية لنفس الكلمة، ومع الوقت يتم نسيان المعنى الحقيقي، وهذا "الانحراف المعنوي" للكلمة كثيراً ما يكون خطَراً.

"الدين" .. "الإنسانية" .. "الأحزاب" .. "النور" .. "الحق" .. "الجمال" .. العدالة والسلام والعلم كلها كلمات فقدت دلالاتها الحقيقية في أذهان الناس منذ عشرات السنين وحتى الآن، وتغيرت قبل ذلك، ربما اليوم لا تشبه في انطباعها في حس الناس بأي وجه من الأوجه دلالاتها الحقيقية في قديم الزمن.

وكلمة السطح مثال على ذلك.

السطح ليس نقيض "الكروية"، لكن المعنى الذي يعبر عنه أعم من معنى الكروية في "أجناس الهندسة الإقليدية".

عندما تقول "خط" فهذا يشمل المستقيم والمنحني ، والمحدد واللانهائي، والمتقاطع وغير المتقاطع.

عندما تقول "مضلع" فهذا يشمل المثلث والمربع والمستطيل والمعيّن ومتوازي الأضلاع وغير ذلك.

المربع بالنسبة للمضلع هو أحد الأنواع، لكن المضلع بالنسبة للمربع "جنس" يشمله ويشمل أفراداً نوعية مختلفة.

وكذلك السطح، يمكن أن يكون ثنائي الأبعاد، ثلاثي الأبعاد، يمكن أن يكون منحني أو مستوي ، والمنحني قد يكون متناظراً ( كروياً ) وقد يكون غير منتظم ( كما لو أنه بالون على هيئة معينة ) ، هذه كلها ... "مسطحات" لأنها مكوّنة بالأساس من سطح، والسطح يعني الشكل الهندسي المتصل متعدد الأبعاد.

الكروي نقيضه اللاكروي ، وما يقصده اصحاب النظرية الخاصة بالارض المسطحة في الوطن العربي عادة هو "الشكل المستوي" لوجه من وجوه الأرض على الأقل ، يكون فيها غير متناظر مع منحني مقابل ، ويكون أيضاً غير منحني ( أو تقريباً غير منحني ) كما لو أنه قطعة من الكنافة أو طاولة فضائية.

على أي حال هذه الفكرة تختلف عن نظرية الأرض المسطحة الخاصة الرائجة في أمريكا "Flat Earth" ، كما أنها تختلف عن المعنى الحقيقي لكلمة "سطح" وهي جذر كلمة "سُطحت" التي ذُكرت في القرآن الكريم {( وإلى الأرض كيف سُطحت )}

كل كروي مسطح ولكن ليس كل مسطح كروياً

إذن : كلمة "مسطحة"، غير خاصة ب"كوكب الأرض"، يجب أن يكون كوكب الأرض مسطح حتى يوجد في عالم المواد، لأن كل المواد في حدود هيئتها الظاهرية ذات شكل نسبي متصل مكانياً ومتعدد الأبعاد.

السؤال الصحيح : هل كوكب الأرض هو معنى كلمة "الأرض" ، وهل هذا الكوكب (( كروي أم مستوي )) ، كل كائن مادي مُسَطَّح، حتى الغازات المتطايرة التي تبدو بلا جسد تكون مسطحة في المستوى المجهري.

سأصدمك الآن وبكل صراحة : الأرض ليست كروية، وليست مستوية، وليس لها شكل إقليدي ، ولكنها ذات شكل تفاعلي نسبوي يخضع لهندسة الزمكان وليس للهندسة الإقليدية، كما أن هذا الشكل هو مجرد نتيجة ظاهرة للأرض الحقيقية التي تصدر عنها مجالات التفاعل، الشكل المادي هو المرحلة النهائية في التفاعل وليس بدايتها، وهو يتعلق بالراصدين لا بحقيقة الكائن المرصود، ويمثل صورة واحدة ظهرت في لحظة محددة ومكان محدد بالنسبة إلى نقطة رصد محددة، مما يجعل شكل الكائن الظاهر للرصد مختلفاً عن الحقيقة حتى بمعايير فيزيائية.

تصور المواد ضمن الأشكال المادية الإقليدية الثابتة ينفع في مدرسة ابتدائية، وليس في بحث علمي دقيق.

كوكب الأرض جزء من منظومة وجودية أكبر وهي "عالم المادة".

عالم المادة هو الذي سماه الله لنا "الأرض" ، كل أوصاف الأرض الواردة في القرآن الكريم، لا تتحدث عن (كوكب)، إنما عن نظام وجودي وزمني.

هذه الرؤية تقدّم لأول مرة، ولن يراد لها أن تشيع، لكنها تحدث بالحقيقة المجردة، للباحثين عن الحقيقة فعلاً، وصحيح أنها تسبب مشاكل في تيار أفكار الجماعة وكأنها تشق طريقاً جديداً وكأن الجماعة لا ينقصها إلا مزيد من الطرق، ولكن إذا كانت هذه الحقيقة ، فعرض الحقيقة مقدم على الصالح العام.

الارتياب والشك بالرواسخ الذهنية سيولد الانتباه واليقظة.. اليقظة ستولد تيار الشعور الموجّه نحو الفهم والإدراك، وهذا سيجعل انتقال الفكر والوعي الجمعي إلى مستوى مختلف حتمي الوقوع .. لا يراد للوعي العربي أن يصل إلى التجاوز في مجالات الميتافيزيقا والدين والعلوم الباطنية، يراد له التوقف عن البحث فيها فقط.

يحاول المفكرون الحفاظ على فهم العرب للدين والميتافيزيقا دون تقدم حقيقي، لمنع العرب من مزيد من الانهيار، ولدفعهم نحو العلوم المادية والحضارية، ظناً منهم أن مشكلة العرب قائمة في الابتعاد عن العالم المادي والاقتراب من العوالم العليا ولذلك لا يتقدمون حضارياً كبقية الأمم، هذا يجعل المفكرين يعادون الميتافيزيقا، لأنهم يريدون إنتاجاً واقعياً ، يريدون حلولاً أرضية، ونتائج ملموسة مادياً.

لكن المشكلة بالنسبة للباحث عن الحقيقة ليست هي "أزمة مجتمع" بل هي قيمة حياة، وهذا يجعل بحثه موجهاً إلى مكان مختلف عن مشاكل مجتمعه، إنه يريد ما هو أعلى من ذلك بكثير، لذلك يخاطر بعالمه المادي، لأنه يريد، ويؤمن بيقين، أن القيمة الحقيقة لا يمكن أن تحتويها ركائن المادة، مهما كانت هذه الركائن عظيمة التكوين.

توجيه التغيير الذي سيحصل في العالم العربي نحو أهداف أرضية معينة تخدم أجندات المفكرين الماديين إنما هو توجيه لهذا المجتمع من منطلق منظوراتهم هم وقيمهم هم وما يعتقدونه هم أنه مشاكل ينبغي حلها، إن ما يبدو على أنه "اهتمام بالمجتمع" على حساب الحقيقة المطلقة، إنما هو محاولة لتوجيه هذا المجتمع بناء على رؤية فردية تريد فرض نفسها على العامة، فالمجتمع في حقيقته المطلقة هو ذوات مأسورة بعلاقات زمنية، وحينما تعلو مصالح الفرد على إعلان الحق فماذا تنتظر!

......

إذا افترضت أن الناس فهمت فجأة و على نحو جدي ، اختلاف شكل الأرض الحقيقي عن تصوراتهم الساذجة لمثنوية التسطح والكروية المضحكة ، فسيبدؤون بإدراك أن هناك الكثير من الأمور التي تم إهمالها واتخذت مسلمات دون فهم معانيها ومضامينها وأنهم يعيشون في قوقعة كبرى من الأوهام، بينما المعطيات الحقيقية لإدراك مغفول عنها وتحتاج جدياً لإعادة النظر.

هل كوكب الأرض مسطح ؟

ثمة أدلة بسيطة وسهلة الإدراك على أن الأرض غير مسطحة ولا ثابتة مثل شكل الكواكب والخسوف والكسوف وحركة النجوم والكواكب التي تسير برجوع في أوقات معينة في السنة ، بالإضافة إلى اختلاف المواقيت الزمنية حول العالم، وهذه أدلة ترجيحية لا يمكنها قطع الشك باليقين ... ولكن هناك دليل قاطع فعلاً : إنّه نجم الشمال.


ثابت رغم حركة كل النجوم، ويظهر لكل موقع على النصف الشمالي للأرض بموقع نظير ثابت في القبة السماوية. وأيضاً لا يظهر أبداً في نصف الكرة الجنوبي، ولو كانت الأرض مسطحة فعلى الأقل، يجب أن يظهر نجم الشمال على نحو من الأنحاء في النصف الجنوبي ولا يحتجب عنها، لكن كل القبة السماوية خالية انعكاسياً منه ، هناك.

المشكلة الحقيقية هي أن الأرض تختلف بظاهرها عن باطنها تماماً، أنت ترصد الأرض ربما إذا أتيحت لك سفرة إلى القمر، تراها كورية، ولكن رؤيتك هذه خاطئة في معايير الهندسة النسبية للأرصاد، فالأرض ليست كروية، وليست بيضاوية، وليست مسطحة، وكلن كوكب الأرض كائن لا إقليدي إذا أخذته بحد ذاته دون إطار مرجعي نسبي ( دون معايير راصد معيّن ) بحسب النسبية العامة.

 إن المشكلة إذن في رصدك المحدود، وليس في شكل الأرض، والحقيقة أن كل الكواكب والأجرام التي تبدو كروية لا علاقة لشكلها الحقيقي بالكرة التي تعرفها، لأن الكرة شكل إقليدي والكواكب شكلها الحقيقي لا إقليدي [ أي ليس من الأشكال الهندسية الثبوتة ]. وهو أشبه بسلسلة طويلة من المجموعات والعناصر التي تربط بينها علاقات، ولكن لكل منها زمنه الخاص، ولا وحدة حقيقية بينها في الزمن المحلي، فلو رصدتها في الزمن المحلي خارج إمكانياتك المحدودة فستجدها شكلاً لا كالأشكال، ستجد أنها تفاعل هندسي أكثر منها هندسة مادية الوجود.

ونعم هناك مؤامرة، اختاروا موضوعاً بسيطاً كسطحية الأرض مقابل تكورها …المؤيدين لكروية الأرض ليس لديهم دراية كافية بهذا الموضوع ولكن كل ما يقدمونه هو "استفزازات" وخطاب كراهية وتقديس للمصادر العلمية الغربية، وتهويل لكل من يخرج عليها في الرأي، وكأنهم يقولون لكم : "هذه المؤسسات هي ربكم الأعلى" للأسف .


الشكل الظاهري والحقيقة : معضلة القياس والرصد المحدد بهندسة الزمكان الإقلدية :

الأرض ليست مستوية ولا كروية، وليس لها شكل هندسي إقليدي، في الحقيقة كل شيء مادي كذلك …

هذه الأشكال لا تصح في الواقع المادي خارج الشروح المدرسية ، الشكل الحقيقي للأرض ( ولأي جسم ) هو تفاعلي نسبي ، والأشكال التي تراها في عالمك وأرصادك الحسية هي نتائج تفاعلات بينك وبين مصادر التآثر مع تلك الأشكال …

الكرة نفسها كائن هندسي إقليدي ثابت ليس له وجود واقعي ، فهذه الكرة لا تتغير شكلانيتها من تفاعل لآخر ولا من راصد لآخر وهذا الثبوت مستحيل في عالم المادة حسب الفيزياء ، الشكل نفسه يحدث كنتيجة تابعة للتفاعل بين المتآثرات.

عندما تتآثر مجالاتك الفيزيائية مع مجال الشمس ينتج شكل الشمس كما تراه وإحداثياتها الزمانية التي تعرفها … ودون هذا التآثر ، الشمس لا شكل محلي لها من الأصل [ ليست هُنا والآن ضمن الزمكان ثلاثي الأبعاد ]. إذا أردت معرفة شكل الشمس بحد ذاتها فيجب أن تراعي صورها بالنسبة لجميع المراقبين ، أو بالأحرى تآثراتها مع جميع الكائنات في لحظة معينة ، لأن كل لحظة تمر سيتغير فيها إحداثيات هذا التآثر.

وهذه اللحظة ستكون كذلك بالنسبة لك ، أي أنك ستسجل تفاعلات الشمس الفيزيائية مع عناصر النسيج الزمكاني المحيط بها كما تبدو مواقع هذه التفاعلات وقيمها بالنسبة لك شخصياً وبحسب أرصادك وإحداثيات موقعك وطريقة تسجيلك ، وبعدها ستدرك أن صورة الشمس الكلية بالنسبة لموقعك الفيزيائي في نقطة زمنية معينة هي صورة تركيبية ، فكل واحدة من الصور تخبر بأن الشمس لها حيز وعلاقات مختلفة تماماً عن بقية الصور ، أي أن الشمس تشغل عدة مواقع في عدة مجالات فيزيائية وخطوط كونية تآُثرية لا تتعلق ببعضها علاقة تجاور زمكاني ، وهي مواقع كثيرة جداً ( لا نهائية ) بنفس الوقت بالنسبة لك فقط ، وكذلك الموضوع بالنسبة لكل مراقب آخر ، وتجميع هذه الأرصاد سيولد شيئاً أشبه بالميثيولوجيا منه بالمادة الابلة للرصد والتجريب.

هذا الأمر يطبق على الشمس وعلى الأرض وكل شيء آخر ، وتقارب نتائج الأرصاد للمراقبين يعود لتقارب تفاعلاتهم مع الشيء المرصود من حيث طبيعتها واقترانها ، وليس له علاقة بحقيقة الشيء المرصود بحد ذاته ، وذلك مطبق على زمان ومكان وحجم وكتلة وضيائية الشمس أو الأرض وعلاقاتها مع الكائنات الفيزيائية الأخرى.

ليس هناك شكل للمادة كما تراها بعينك في الفيزياء الحقيقية ، الشكل ظاهرة مثله مثل الشبح ، وما يحدده هو العلاقات والتفاعلات والكينونات وهي الحقيقة وراء الظاهرة المادية…

هذه هي الحقيقة …

إذن لماذا لا يزال الادعاء الشائع أن الأرض إما مسطحة أو كروية ؟

لأن الناس لا يعرفون الكثير عن الوجود الحقيقي ويستقون علومهم من المصادر المعتمدة ، وبالتالي يكون الخلاف حول مدى اعتمادية هذه المصادر ، ولأن المصادر المعتمدة لا تهتم بالبيانات الدقيقة للإنسان العام ، بل هي نفسها ليست متمكّنة من فهم الواقع الذي تتناوله بالبحث أو النظريات التي نتجت عن دراسته ، فكل ما يقدمونه معلومات شبحية غير واضحة وذات نتائج مضللة.

المعطيات لا تكفي للحكم على شكل الأرض من الناحية الفيزيائية ولذلك يمكن أن تستحيل المسألة إلى جدل بين التسليم للمنقول الديني مقابل التسليم للمنقول العلمي …

سأوضح لك الموضوع ، أمامك الآن هذا الشكل :

ما الذي تراه أمامك … الأرض ( الكوكب الذي تعيش عليه ) وهو ممثل على هيئة مخروطية واسطوانية وكروية ومستوية ، وهذه التمثيلات الهندسية تحكي عن نفس الكائن ، وتصف نفس الأماكن ونفس العلاقات الاتجاهات والنسب والانحناءات ( على نحو تقريبي ) ويمكن استخدام أي منها في نظام الملاحة الجوي أو البحري دون وجود فرق حقيقي ، بل إن بعض الإسقاطات غير الكروية تكون أكثر دقة في بعض أنظمة الملاحة ، لأن الكرة تقوم بتشويه جزء من الإحداثيات الحقيقية لبعض القيم الهندسية في مناطق معينة من العالم ، ولذلك يستخدم نظام تمثيل هندسي مختلف في تلك المناطق ، ويعتبر نظام الملاحة الخاص بجوجل وجي بي إس والعسكرية الأمريكية أفضل أنظمة التمثيل الهندسي للأرض حالياً لأن معالجتها تمت بناء على ملايين التجارب والصور والإجراءات.

ومع ذلك ، يمكن تمثيل تلك الأنظمة بأشكال غير كروية ، وبأشكال مستوية …

هذا غريب بالنسبة للقارئ ، ولكن التخطيط الدقيق للأرض سواء في شكلها الكروي أو المستوي لن يحس به الراصد ولا حتى جهاز القياس إلا في حالة المناطق الحرجة ، وهي التي تتغير أشكالها لتتوافق مع نظام الإحداثيات للشكل المراد تمثيل الكرة به :

كما ترى فالتشوه يحدث في منطقة خط الاستواء لأنها أصبحت ( مضغوطة ) لتتماثل مع منطقة القطبين التي تم توسيعها لنفس السبب ، ولكن هذا لا يعني أن التمثيل الكروي صحيح إجرائياً أو أن التمثيل المستوي خاط ، بل أن دلالة الشكل الرياضي للمستوي الأرضي تتغير تدريجياً حتى تصل للذروة في منطقة خط الاستواء ، ويمكن أن يعني ذلك أشيا كثيرة غير التي يفترضها الكرويون ، فأولاً قد تكون منطقة الاستواء متمددة في ارتفاعها عن مستوى المناطق الأخرى وهذا يجعل شكل الأرض أقرب للتشوه التضاريسي عوض أن يكون مستوي تماماً.

ربما يكون شكل الأرض أيضاً غير متطابق رياضياً ( القصد أنه ليس متناظراً على نحو يسمح بتمثيله مادياً في خريطة بسيطة دون نسبة تشويه ، والتمثيل الدقيق له هو شكل من كثيرات الأضلاع غير المتوازية )

هناك تفسيرات أخرى أقرب للحقيقة ، ولكن شرحها يطول كثيراً ، منها مثلاً أن مناطق الضغط الإحداثي هي مناطق ذات تفاعلية عالية فيزيائياً بحيث أن عبورها يجعلها تبدو في شكل أكثر تمدداً لأن الجاذبية هناك تؤثر عليها قوى مختلفة عن باقي المناطق ، وهكذا أصلاً يتكون الشكل حسب الفيزياء وليس من شيء يمنع حدوث ذلك نظرياً. والقصد هنا انضغاط الحجم نفسه في هذا المكان بالنسبة إلى بقية الأرض ، أو بالأحرى توسع الحجم في القطبين واقعياً ، بتأثير تفاعل الجاذبية مع تكوين القطبين الفيزيائي والجيولوجي ، بحيث يبدو القطبان أوسع قليلاً من بقية الأرض مع أن التفاعلات داخلهما لا توحي بذلك ، لأن من بداخلهما تنطبق عليه الجملة المعيارية لهما ويتوسع معهما أيضاً ولكن الراصد الفضائي يلاحظ الفرق.

لا يوجد في الملاحة شيء يمنع كل هذه الافتراضات ، لأن الخريطة ليست منطقة واقعية ، إنها محاكاة تحيل المنطقة إلى نظام إحداثيات مختلف ولا يوجد خريطة ليس فيها نسبة تشوه سواء كانت مستوية أو كروية.

ويمكن استخدام الخريطة المستوية حتى بالنسبة للصواريخ الباليستية ( مع تغيير مفتاح تأويلأ الإحداثيات بما يتناسب مع الشكل المختار )

الصور الفضائية للأرض رغم كثيرتها ولكن ما تصوره جزء من وجه الأرض وليس هناك صورة مكتملة للأرض ككرة باستثناء واحدة تم التقاطها منذ خمسين سنة :

هذه هي الصورة الكاملة الوحيدة لكوكبك ..

ما الذي منع وكالة ناسا من التقاط صورة أخرى للكرة الأرَضية طوال هذه المدة ؟ هل الأمر غير مهم لهذه الدرجة بالنسبة لوكالة الفضاء المنشغلة بتصوير تضاريس المريخ لعشرات السنين ؟

لا تبدو صورة مزيفة على أي حال ، واضح أنها حقيقية جداً ومع ذلك فصورة واحدة لا يمكن أن تكفي للإنسان العادي حتى يصدق بها ، هو أصلاً لن يستطيع ملاحظة مقدار واقعيتها باستخدام عينه.

ولكن حتى إذا كانت الأرض تبدو لعدسة التصوير كروية أو مفلطحة فذلك لا يعني أنها دائماً كذلك ، لأ، عدسة الكاميرا مصممة على نفس مبدأ العين البشرية ، وما لا يعرفه الكثيرو أن نظرية الأرض المسطحة معقدة وصعبة التوضيح حتى بالنسبة للمتخصصين ، لأن الأرض المسطحة تعبر عن أربعة إمكانات مختلفة :

1. الأرض المسطحة محدودة الأطراف : وهي أشبه بقرص فضائي وهذه نظرية لا يدعمها من يؤيدون فكرة الأرض المسطحة ويناقشونها جدياً ، وفي الحقيقة لا أعرف بالضبط من المؤيدون لهذه الفكرة ، ولكني أعرف أن الإعلام يريد تصوير جميع الذين يعارضون كروية الأرض على أنهم يصدقون بأن الأرض صخرة عائمة في الفضاء.

2. الأرض المسطحة لامحدودة الأطرف : أو اللانهائية ، وهي نظرية ترى أن حافة الأرض من جميع الجهات هي الصحراء القطبية وما وراءها قارات شاسعة لا نعرف عنها أي شيء ولكنها على الأغلب ليست لها نهاية.

3. الأرض المنعكسة ( المقلوبة ) أن الأرض فعلياً كروية ولكن كرويتها معكوسة ، أي أنك حين تنظر إلى السماء وترى الشمس ، في الأعلى وراء الشمس يوجد السطح المناظر لمنطقتك ، لأن الأرض أكبر بكثير مما يمكن للخيال تصوره ، وكل ما تراه من مجرات وأفلاك ونجوم وكواكب يقع ضمن الفراغ في جوف الأرض الكُبرى وتعاقب الليل والنهار سببه دوران الشمس ضمن نواة الكرة الأرضية ، أو هي ظاهرة أشبه بالكرة البلورية التي تتموج فيها المجرات والنجوم.

4. الأرض التفاعلية : من النادر أن يحدث نقاش لهذه النظرية ، لأنها تحتاج إلى إدراك يتجاوز حدود الهندسة التقليدية ، نوعية شكل الأرض الظاهري تحددها التفاعلات بين القوى الفيزيائية التي تنتج هذه المادة أمامك وتغيير التفاعلات سيغير طبيعة الشيء ، والمادة تتجسد لتحاكي طبيعة وآلية هذا التفاعل ، لذلك يمكن تحويل المعادن إلى شكل سائل حين يتغير التفاعل المكون لها ضمن البيئة ، ونفس مادة المعدن يمكن أن تتحول إلى عناصر كيميائية مختلفة عند تحطيم الروابط بين البروتونات والإلكترونات فيمكن تحويل غاز إلى معدن بإضافة أو إزالة بروتون ، ويمكن بوجود قوة مناسبة تحويل المعادن إلى سحاب … هذا يعني أن شكل المادة لا يفترض أن يكون ثابتاً ، فهو يتغير في كل لحظة تبعاً للعوامل الداخلة في تكوين الموضوع البيئي ، وهذا يعني أن الشكل المادي والكتلة المادية وتوزيعهما نتيجة لتفاعل داخلي غير مادي ( تفاعل بين الطاات الموجهة لتوليد المادة ) وبنفس الطريقة يتكون الكوكب ولكن بشكل تدخل فيه ملايين التفاعلات لكل ثانية …

الشكل إذن ليس حقيقة مطلقة ، ولكنه نتيجة لتفاعل غير منظور …

الشكل هو مجرد إحساس بالتفاعل بينك وبين المحيط الفيزيائي الحقيقي الذي لا ترصده مباشرة وترصد نتيجة تفاعلك معه ، يشمل ذلك كل ما تراه وتحس به ، ولأن الأمر كذلك فإن كوكب الأرض نفسه ليس له شكل ثابت ، وهذا الشكل يتعلق بالراصدين وطبيعة رصدهم وإذا جمعت كل الأرصاد للأرض في فترة زمنية معية وقارنت بينها فستجد أن الشكل الناتج أشبه بهذا :

هذا ما يمك التعبير عنه بأنه الشكل الأكثر واقعية للأرض ، مع الأخذ بالاعتبار أن كل هذه المكاعيب الأرضية التي نشأت عن تجميع أحداث تجسدت في وحدة الأرض التفاعلية ضمن نقطة زمنية معينة هي عناصر غير ثابتة ثبوتاً حقيقياً للكوكب الأرضي ، فهي نتيجة جمع الأحداث المتحققة بالنسبة لموقع مراقب واحد ، ولكنه يرى الأرض بحسب زمن الأحداث لا بحسب رصده الشخصي للأرض ، ومع ذلك فإن زمن الأحداث نفسه يختلف من مراقب لآخر.

هذه الصورة تعبر عن زمن وقوع الأحداث نفسه في الصورة السابقة ولكن لمراقب جديد

ما أريد قوله أن الشكل الحقيقي بحسب النسبية لا وجود محلي له ، لذلك التعبير عنه ( حتى ولو كان في لحظة زمنية واحدة ) سيكون أشبه بربط ملايين الفيوديوهات مع بعضها البعض … وهذا ما تقرره الطبيعة التفاعلية للكون المنظور … الأشكال الثابتة ناتجة عن قصور الرصد وليس عن معيارية حقيقية.

فإن النظر العميق إلى الظاهرة المادية يكشف عن كونها مجرد طاقة حية متموجة تتجسد في لحظة معينة بشكل معين بحسب تفاعل معين ينتجها على هذا النحو بالذات وتكرار التفاعل يوحي بثبات الشكل ظاهرياً ولكن هذا الشكل ليس إلا كنتيجة للتفاعل الفيزيائي الباطني :


https://www.youtube.com/watch?v=LkHMiHCgRJY

https://www.youtube.com/watch?v=2ps37RC3Wv8

https://www.youtube.com/watch?v=S3JfufYDuR8

إرسال تعليق

0 تعليقات