Advertisement

Main Ad

الضوء والزمن والفضاء

الضوء عديمُ الكتلة ، طالما أنه لا يتفاعلُ مع الكتل …




سر سرعة الضوء لم يتحدد فقط عبر التجريب، ولكن لأن الضوء لا كتلة له فهو الكيان الوحيد الحر في الحركة ضمن الفضاء.

ركز على أن سرعة الضوء التي نقيسها في عالمنا المحلي تتكون من ثلاثة مبادئ : الضوء - الفضاء - التفاعل

بمعنى أن الضوء لوحده سرعته شيء ، والضوء الذي يعبر الفضاء سرعته شيء آخر …

**هل يتسارع الضوء ؟**

الضوء لا يسير بسرعة محددة حتى تزداد، بما أنه غير مقيّد بكتلة تحدد مقاييس حركته، ولكن لماذا يوجد رقم معين لسرعة الضوء ؟ لماذا لا يتحرك آنياً ؟

سرعة الضوء تتأثر ب"المكان" الذي يقطعه الضوء و"الزمان" الذي يمر أثناء عبوره … إن الضوء "مُطلق" من حيث السرعة والقوّة، ولكن الكون المحلي مكوّن من قطع زمكانية منفصلة عن بعضها البعض، وكل ما يوجد في الكون المحلي يتواجد في موقع معين في الزمكان، وكل موقع ضمن الزمكان المحلي نسبي بطبيعته، وهذا يؤثر على أي كائن يوجد فيه، والفضاء الزمكاني مقيد بقوانين تنظم التفاعلات النسبية، ولذلك ماهية الضوء وهو يعبر الفضاء المحلي ستكون نسبية أيضاً، حتى لا يتحطم نظام الكون النسبي، مصدر التحديد هو الفضاء المحلي وليس الضوء نفسه.

ذلك يشبه تصور صحن فضائي يسير بسرعة 3000 ميل في الثانية، ولكن ثمة تشويش على راداره يعيق هذه السرعة ، مما يؤدي إلى سرعة أقل بكثير ( 1000 ميل في الساعة )، ما يجعل سرعة الصحن الفضائي أصغر بآلاف المرات هو "التشويش" الممارس على موقعه الزمكاني، أما الصحن نفسه فلم تتغير سرعته.

إذا كان يوجد صاروخ يسير بسرعة 10000 كم \ الساعة على الأرض، فمن المرجح أن تتضاعف هذه السرعة في كوكب آخر يقل كثافة عن الأرض ، سرعة الصاروخ نفسها لم تتغير ولكن اختلاف الوسط الفيزيائي الذذي يتفاعل معه يؤدي إلى التأثير على سرعته واختلافها، وهذا ما يحدث مع الضوء أيضاً.

هناك اختلاف يحدده الوسط التفاعلي ، وهناك اختلاف يحدده الفضاء نفسه، أي أن الفضاء الكوني (بالكامل) ليس عنصراً محايداً، ولكن تأثيره عام جداًويشمل جميع الأوساط، ولذلك لا يظهر هذا التأثير ظهوراً بارزاً، إلا أن الضوء البسيط جداً والمجرد في تكوينه من المادة يمكنه أن يجعل تأثير الفضاء نفسه بارزاً ، لأن الضوء لا يملك صفات أو إضافات مركبة عليه تقوم بتحديد سرعته، وهنا يبرز دور الفضاء نفسه في تحديد السرعة والطبيعة التفاعلية للكائنات الموجودة ضمنه.

رغم خلو الفضاء المحلي من المادة، إلا أنه مكوّن من "العلاقات الموضوعية" التي تربط بين المواد، ودون أن يوجد مجال فاصل بين الكائنات المحلية ليس هناك وجود فعلي للفضاء المحلي، وهذا المجال الفاصل بين الكائنات المحلية هو السمة الجوهرية للفضاء المحلي، هو ما يجعل الفضاء المحلي موجوداً.

أبسط وجود للحركة الحرّة في (مستوى التفاعل المحلي) يمثل الإزاحة الضوئية وهي 300 ألف كم في الثانية تقريباً ضمن الفضاء المحلي الخاوي، هذا الرقم محدد من قبل الفضاء لا من قبل الضوء.


أن ترصُد الضوء محلياً هو أن ترصد "أثر الضوء العابر للفضاء المحلي". وهذا يجعلُ الضوء محدد السرعة دائماً في الأرصاد، من حيث أنك الرصد يستهدف "حالة التفاعل بين الضوء والفضاء المحلي" وليس الضوء بحد ذاته.

ومع أن السرعة الفيزيائية المُطلقة لا ينبغي أن تحددها أي قيمٍ على الإطلاق ، ولكن الفيزياء تدرسُ واقعاً تركيبياً يتكوّن من تفاعلات تقطّع الزمكان بتضاربها.

الفوتون ليس هو الضوء الخالص ، ولكنه قياس نتيجة التفاعل بين الضوء والزمكان في أبسط شكل له، أو "تأثير" الضوء الممارس على الفضاء.

إن الضوء في واقعته الخاصة وحقيقته ، لا يستوي مع الضوء في عالم الفيزياء التركيبي ، وعالم الأرصاد الأكثر تركيباً ، وعالم المعادلات والتأويلات الأكثر تركيباً وتركيباً. 

إن الضوء الذي يمر في فضاء محلي فارغ نسبياً ثم يصطدم مع الطاقة المختزنة ضمن كتلة ما ، ثم يتم قياسه وتصوير آثاره المبعثرة وتجميع الصور الكترونياً ورقمياً ، ليس هو الضوء الحقيقي ولن يكون أبداً.

يهمنا ذكر أن الضوء لحظة قياسه ( سواءً أثناء عبوره للفضاء أو بشكل مباشر في المختبر ) سيتخذ قيماً ومتجهات كميّة محددة، لأن "عملية الرصد" مقيدة بما يسمح به تفاعل موقع الراصد مع الزمكان المرصود ، أما الضوء نفسه فقد يعبر الزمكان دون حتى هذه القيم.

ربما مرور الضوء نفسه خلال الفضاء المحلي يحدث خارج حدود الزمن، ولكن الرصد يظهر "تأثير الضوء على الفضاء المحلي" ، المشهد المرصود (ما يحدث في الفضاء المحلي) من زاوية الراصد.

نحن كراصدين مقيدون بعلاقة معينة مع الفضاء المحلي لا تسمح بمعرفة ما يحدث وراءه، ولكن الضوء ليس هو الأحداث التي تم رصدها، وزمن الضوء قد لا يعتمد على مسار الزمن المرصود.

يفقد الضوء صفة الكتلية في معادلة آينشتاين التي تصف تفاعله مع الكُتل بشكل لا يُظهر فيه تجاذباً متبادل بينه وبينها ، ورغم ذلك تعيق الكتل حركته المُطلَقة من حيث أن قوة الجذب في النهاية تؤثر على "الأشياء" التي يضيؤها الضوء وعلى السطح الزمني الذي يعبره. 

والطاقة المختزنة في الكتل تؤثر على "مسار" رحلة الضوء المكون من مواد أو من علاقات نسبية بين المواد (فضاء)، وهذا ينعكس على نتائج سرعة الضوء نفسه ، وبما أن الضوء لا يمكن قياسه تجريبياً بمعزلٍ عن تلك الأشياء فلا يمكن للأرصاد الإنسانية إدراك قيمه الحقيقية.

في معادلات النسبية لا يتحدث آينشتاين عن الضوء الخالص ، بل عن الضوء الذي يتفاعل مع القوى الأُخرى ، ويتحدث عنه في لحظة التفاعل تحديداً ، فهو يصف "فاعلية الضوء وإجراءاته التي يتخذها بالنسبة لظروف معينة" وخارج هذه الظروف ، لا يكون الضوء عنصراً جزئياً في الفضاء المحلي …

إرسال تعليق

0 تعليقات