Advertisement

Main Ad

الدين المظلم [1] ماهية المؤامرة : التعريف المنهجي الدقيق

   العولمة, الحداثة, المادية, ما بعد الإنسانية, حركة العصر الجديد …

هذه هي أركان المؤامرة الحقيقية، وهي ليست شيئاً يمكن إنكاره، هذه النماذج النظرية موجودة ويتم تحقيقها في واقعك المعاش يوماً بعد يوم، لكنها تخفي أكثر بكثير مما يتم إظهاره لك.. وسأبدأ الحديث عن الحداثة :

الحداثة : 

هي علنياً أن تترك التراث وتلتفت للعصر الحالي، لأن إنجاز البشر تراكمي وكل عصر أفضل من سابقه، نظرياً وعمليا هذا جزء من الحداثة فقط، فهي عقيدة ترى المعرفة تاريخية ولا مصدر لها إلا التاريخ وحده، فيخرج التاريخ عن كونه تسجيلا للمعرفة ويغدو متماهيا مع الحالة العلمية نفسها ، لأنك عندما تتبع الحداثة، في الحقيقة تترك التاريخ القديم، وتلجأ للتاريخ الحديث، وبدل أن يصبح دينك مبنياً على المعارف القديمة يصبح مبنياً على المعارف الحديثة، والتي لا تختلف عن القديمة من حيث غيابيتها وكونها إخباريات لأشياء بعيدة المنال، و كونها مجرد ظنون نُقلت إليك بسلطات. بينما يتم تهميش الذات وإنكار وجودها وأحقيتها بالمعرفة، ويتم ربط البشر في رباط وهمي يسمى المعرفة الموضوعية. هذا يعني أن المعايير والقيم تصبح رهينة تجارب التاريخ ولا علاقة للوعي والعقل بها.

المادية أو الوضعية\العلموية : 

هي الجناح المعرفي للحداثة، أو بالاحرى لعبادة إنسان التاريخ، وهي أن ترى العالم من زاوية الوجود الفيزيائي وحده وبحسب ما يتفق عليه جميع الراصدين، وأنت تتوقف عن "البحث والتفسير والتساؤل" بأي طريقة غير مادية، أي لا تبحث أصلا إلا في الماديات،وليس أنك بحثت ولم تجد سواها. وتوقفك يكون توقفاً مبدئياً لا مشروطاً، أي ليس وراءه ما يبرهن عليه وإنما يغدو عادة لديك، لا تستطيع تغييرها خصوصاً وأنك تتفاعل مع المتجمع طوال الوقت وهو يطلبها باستمرار.

ما بعد الإنسانية : 

أن يتم مس معالمك الحيوية البشرية التي لا يمكن السيطرة عليها بأدوات موضوعية، مثلاً أنت لديك جسد، وهذا الجسد قابل لتلقي الضرب والحرق والاختراق والتقطيع، لكن ذلك معتمد على خياراتك العقلية بالنسبة للبيئة، فالمجرمون لا يمكنهم أن يأخذوك إلى أوكارهم دون أن توافق على بعض تلقي الطُعم، وحتى إذا تم تقطيع أوصالك فذلك لا يضمن دائماً أنه تم التحكم بك بشكل كامل، لكن ماذا لو تم نزع دماغك وبعض أحشاءك، ووضعها في قالب آلي، ربما يبقى لديك الإرادة ولكن الجسد ليس ملكاً لك، ستكون فقط شاهداً على ما سيحدث لهذا الجسد.

هذه التجارب موجودة واقعياً، يمكنك أن تراها في الانترنت المظلم إذا كنت قادراً على ذلك.

الأرواحية المظلمة\أو حركات العصر الجديد : 

بدأت ببادرة خير لنشر شيء من الحقيقة والجمال ، والنور، اليوم هي لا تنشر لا حقيقة ولا جمالاً ولا نوراً، يريدونك أن تقتنع بشكل أو بآخر أنك تعيش في محاكاة "حاسوبية" تم تصميمها من العدم، أو من رغبة المعرفة، التي قادت كياناً مجهولاً لخلق واقعك ليختبر شيئاً ما عن طريق محاكاتك، وأنت مجرد دمية لديه، وهذا الشيء إذا تتبعنا جوهره فسنجد أنه محض رغبة المعرفة تجسدت في خالق، ولكن رغبة معرفة العدم والظلام.

العولمة :

أن تكون بعد كل ذلك متدحرجاً ككرة البولينغ في نطاق تلك النماذج، لا يمكنك أن تتعداها إلى إدراك فائق أو وعي جديد، ومن تلك النماذج تنشأ النسويات، الLGBT , Redpills، wicca, الليبرالية، الإلحاد الجديد، الرأسمالية، التي تشكل معاً نسيجاً متكاملاً يمكن أن نسميه "النظام العالمي الجديد".

ينبع من هذا النظام قطبين هما مذهب عبادة الشمس الأنثوية، ومذهب التمرد الذكوري المسلح.

هذا النظام أصله هو أنت، ليس المتآمرون في الخفاء، هم مجرد مثيرين لرغباتك الظلامية، تلاعبوا بك عن طريق فجوات نفسك، وأحكموا سيطرتهم عليك بضعفك النفسي والروحي، وهم أيضاً ضحايا هذا الضعف لكن بطريقتهم الخاصة، وأنت لا توجد بدونهم وهم لا يوجدون بدونك أو بعبارة أخرى : نظام الدنيا تآمري في أساسه ضمن المجتمعات، وذلك لسبب وحيد : أنت كإنسان، إذا بقيت تقصد الدنيا الموضوعية المادية، وهي محض الغياب فإنك تحتاج إلى استجابة لرغبتين بشكل تبادلي وتفاعلي طالما تكون في عالم تنفصل فيه ذاتك عن الموضوع، رغبة السيادة على العلاقة بينك وبين الموضوع، ومن ثم تحليله وتفكيكه، ورغبة الملكية الخاصة لهذا الموضوع وإحاطته بهالتك، الرغبة الأولى هي السيادة الذكرية والرغبة الثانية هي التلاعب الأنوثوي.

هذا الأمر جذره أعمق من المتآمرين، إنهم مجرد دمى من الطبقة الرفيعة في النهاية، يوجد قوة هائلة، كسرت شيئاً في نظام الكون وسببت انفصال الذوات عن بعضها البعض وعن الوجود، نشأ عن ذلك ما تراه من الوجود الموضوعي المادي، وكل ذات توافق عليه تدخله وتتخلد فيه إلى أبد الآبدين حتى تغير ما في نفسها من رغبته.

ثم إن المتآمرين قرروا عقد صفقة مع الشيطان أو بالأحرى قرروا تجسيد الفوضى الخلاقة والشتات، وهذا لأنهم أرادوا البقاء هنا وممارسة دور الأرباب المزيفة، عشتار وبعل وعناة وإيل.

أو بلغة أكثر دقة أخليس وشاوس الظلامي وكورونو وأفرودايت.

هذا ما يقوض إدراكك الروحي للعالم، هي ممارسات وثنية قديمة تعود إلى وثنيات اليونان وبابل.

تهدف المؤامرة الكبرى إلى جعل البشرية جمعاء على إيديولوجيا واحدة جديدة ، بحيث يفكر الجميع بنفس المستوى من البراهين والمعلومات، وينتشر بينهم نفس النموذج والتصور عن العالم، أو بالأحرى نفس النموذجين المتناقضين الذكوري، والأنثوي وبعدها يكون الجميع عالقاً في هذا الواقع الزمني الذي أمامك، الدنيا أو الزمنية الغيابية عن الوعي أو سمها ما تشاء، المهم أن تبقى روحك معلقة في هذا العالم ، لا تحاول عبوره إلى عوالم روحانية، فأنت لم تعد تؤمن بالروح ولم تعد تبحث عن قيمة الحياة وشغلتك الدنيا وزينتها، فلقد جردت من قوة إيمانك، ومن إدراكك للواقع كما هو عليه، ومن إرادتك بالتغيير.

أي أنك أصبحت عبداً للعلم المادي لظاهر من الحياة الدنيا، تحصر إراكك به ولا تحاول اجتيازه، وتؤمن بمحدوديتك أنت وعالمك معاً، وغياب القيمة والأخلاق في تكوينه وتكوينك، خيالك ضيق الأفق ومقتصر على الغريزة والزواج والجنس، وهي تغو تقريباً متعتك الوحيدة التي تك بجد وكفاح لأجلها كالبطيخة التي تنتفخ لتؤكل.

بعد هذا سيكون سهلاً التعامل معك، لأنك شخص منقاد للواقع المادي وتحسب أن الحياة هكذا وأنك تفهمها تماماً، وأنت لا تفهم أي شيء على الإطلاق … وتظن أنك تدرك وتعي الأمور وتعرف كل شيء كما ينبغي وأنت لا تعرف أي شيء أبداً.

ورضوا بالحياة الدنيا، وأخلدوا إلى الأرض، ولأن الحياة الدنيا بطبيعتها شريرة وظلامية فلا يمكنك أن تكون مستنيراً ودنيوياً بنفس الوقت، ستحتاج إذن إلى بعض الظلام، وهذا يجعلك في حالة صراع نفسي مستمر ما بين الظلام والنور، ليقولوا لك في النهاية ، الدنيا خير وشر وأنت يجب أن ترضى بهذه المثنوية، ولا تحاول التغيير.

وأنك أيها البشري مثير للشفقة.

بعد ذلك ستكون روحك ونفسك مركبة على جسدك بنحو يمكن إخضاعه للمسيطرين، لأنك الآن قد صرت جاهزاً كطبق يقدّم إليهم ليفرغوا عليه شهواتهم، هم في الحقيقة مجموعة من البشر، ترغب بالسيطرة لا على العالم وحده، وإنما على كل شخص وشيء وروح في هذا العالم.

هؤلاء البشر من عوائل خفية، تتوارث علوماً معينة محرمة على الناس، وتقود الناس كالبهائم من خلال شاشات التلفزة ومن خلال التمثيليات والعلوم الشعبية، والعلوم الأكاديمية، والمحاضرات الدينية، والأحزاب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

غايتهم الوحيدة هي جعلك دمية، لذلك يجهزون الآن لجعل الناس سايبورغات، بحجة السايبورغ سيكون أكفأ مادياً من الإنسان في التعامل مع الظروف المناخية القادمة، وسيكون قادراً على التعامل بالتكنولوجيا الحديثة التي سيقيمونها وتحتاج إلى رقائق النانو والتحقق الكودي من كل شيء، بهذه الطريقة إما أن تعتزل العالم بأسره وتسكن في كهف على الجبل، ويلاحقوك، وإما أن تخضع لهم، تأخذ اللقاح، تأخذ الحبوب الحمراء والزرقاء، تقتات على فتاتهم، تبيع عرضك بعرض الدنيا، تعبد الذي يخيفك ويزين لك في الغرفة 101 الظلامية.



لماذا يعاني الإنسان الحديث ...

إن فلسفات النفعية والمادية لا تراعي الأخلاق، انطلاقاً من التأسيس الذي بنيت عليه، فهي موجهة نحو الانتفاع لا نحو القيمة، ولا يصح تسميتها ب"أخلاق النفعية" لأنها ليست بالأخلاق على الإطلاق، فالأخلاق تبدأ من الوجدان، والمنفعة تبدأ من التكيف مع البيئة، وغاية الأخلاق هي الوصول للقيم العليا بالنسبة للذات، وغاية المنفعة هي الوصول للذة في موضوعات البيئة وتجنب الألم البيئي.

زمن القيم هو زمن يتجاوز الواقع الدنيوي بكثير، وزمن المنافع العاجلة هو الدنيا بأبشع وأوحش صورها ... رغبة الإنسان الوجدانية هي السمو من سماء الدنيا، ورغبة النفعية هي البقاء في الأرض بما هي قيود وعلاقات إجبارية وتتيح النور والظلام معاً.

الإنسان الدنيوي يريد أن يبقى العالم في مثنوية النور والظلام والخير والشر ليتاح له أن يختبر كل ما يشاء ويمر بالتجارب المختلفة ولو على حساب النور والحقيقة، فهو لا يتردد لو أتيح له الخيار أن ينهي موعد البعث أن ينهيه، فهو لا يريد للدنيا أن تزول.

إنه يرضى بهذا الوجود البائس ولكن هذا ليس أسوء ما يقوم به، لأن هذا الوجود يحتاج إلى تغذية أكثر من إنسان واحد، إنه يحتاج إلى الكثير من الأرواح، حتى يبقى هناك نور يشع في العالم ويعطيه وقوداً للحركة والرغبة، هو هنا سيفعل أي شيء لكي يجبر الأرواح لأخرى ما استطاع على أن تبقى في هذا الزمن، وتتفاعل معه بطريقة أو بأخرى.

إرسال تعليق

0 تعليقات