Advertisement

Main Ad

الأرض ومواردها في خطر ... استيقظ يا بن السماء والأرض

 الحضارة البشرية مقابل الطبيعة : تدمير الغابات والغطاء الأخضر

 

مبادئ النفعية والمادية لا تراعي الأخلاق من حيث أساساتها التي بنيت عليها، فهي موجهة نحو الانتفاع لا نحو الحياة ، ولا يصح تسميتها ب"أخلاق النفعية" لأنها ليست بالأخلاق، فالأخلاق تبدأ من الوجدان، والمنفعة تبدأ من التكيف مع البيئة، وغاية الأخلاق هي الوصول للقيم العليا ومعنى الحياة بالنسبة للذات، وغاية المنفعة هي الوصول للذة في موضوعات البيئة وتجنب الألم البيئي.

زمن القيم هو زمن يتجاوز الواقع الدنيوي بكثير، وزمن المنافع العاجلة هو الدنيا بأبشع وأوحش صورها ... رغبة الإنسان الوجدانية هي السمو من سماء الدنيا، ورغبة النفعية هي البقاء في الأرض بما هي قيود وعلاقات إجبارية وتتيح النور والظلام معاً.

الإنسان الدنيوي يريد أن يبقى العالم في مثنوية النور والظلام والخير والشر ليتاح له أن يختبر كل ما يشاء ويمر بالتجارب المختلفة ولو على حساب النور والحقيقة، فهو لا يتردد لو أتيح له الخيار أن ينهي موعد البعث أن ينهيه، فهو لا يريد للدنيا أن تزول.

إنه يرضى بهذا المستوى الوجودي البائس الذي تتقيد حياته به ، من مجموعة المشاغل الوقتية للغريزة، ولكن هذا ليس أسوء ما يقوم به، لأن هذا المستوى الوجودي الذي يرضي غرائزه ويوفر أسباب اللذة يحتاج إلى تغذية أكثر من إنسان واحد، إنه يحتاج إلى الكثير من الأرواح، حتى يبقى هناك نور يشع في العالم ويعطيه وقوداً للحركة والرغبة، هو هنا سيفعل أي شيء لكي يجبر الأرواح لأخرى ما استطاع على أن تبقى في هذا الزمن، وتتفاعل معه بطريقة أو بأخرى.

ولذلك كان التقدم الغربي – بما هو تقدم مادي لا بما هو أوربي – مليئاً بالوساخة والدنس، وتقيم فيه كافة أنواع الشرور، ومن ضرائب هذا التقدم، زوال الغابات، واحترار الكثير من مناطق الأرض، وتلوث البيئة بالمواد الصناعية والمخلفات والمواد الكيميائية والإشعاعية والبيولوجية.

·       ولقد أصبح هذا الوضع خطيراً على البشر ف الآونة الأخيرة، فاليوم تم فقدان 20% من مساحة الغابات و50% من مساحة المراعي خلال المئة سنة الأخيرة، ومن بين 60000 نوعاً من الاشجار اليوم، هناك 20000 في الدائرة الحمراء للتعرض إلى الانقراض و8000 نوعاً مهددة فعلياً بالانقراض.




معدلات التغير في مساحات الغابات عالمياً:

 

  • كل سنة ينقص الغطاء الأخضر 10 مليون هيكتار مربع من أصل 4 مليار هيكتاراً ( 10 مليون من 4000 مليون ، أي بمعدل 0.25% وهذا الرقم ضخم جداً ويعني أن الزمن اللازم لزوال الغابات لا يزيد عن 100 سنة إذا استمرت عجلة الحضارة بهذا الشكل الذي نحن فيه الآن، لأن زوال الغابات عملية لوغاريتمية وليست تناقصية بالتدريج، حيث أن زوال حجم كبير من الغابة يؤي مباشرة إلى تزايد الاحترار والجفاف وقتل أنواع بيئية كثيرة، فبدل زوال 20% من الغابات اليوم يمكن أن تتوقع تضاعف معدل الزوال كل سنةـ وفي النهاية طبعاً، زوال الغطاء النباتي للأرض بأسرها، لاحظ أن النقص الحاصل في الغطاء النباتي مركز في مناطق هيمنة الحداثة الليبرالية.
  • ولقد نقصت معدلات تواجد الغابات منذ سنة 1900 إلى 2018 من 48% إلى 38% وهو رقم خيالي، وتمت إزالة نصف المساحات الخضراء العشبية، والسبب هو مصانع الأسلحة والأدوية والعقارات وغيرها.
  • لاحظ أن ثلاثة عقود أخيرة تسببت في إزالة 10% من مساحة الغابات، وهذا يعني أن التزايد في تدمير الغطاء الأخضر للأرض يتسارع مع تقدم الحضارة.
  • إزالة الغابات لم تكن نتيجة بناء المدن، بل بناء المصانع، والقواعد العسكرية، والتجارب النووية والبايولوجية، والكثير من الفساد والخبائث الإنسانية، أما مساحة المدن فهي أقل بكثير من أن تؤثر حالياً في زوال الغابات لأنها أقل من 1% من اليابسة على الأرض.
  • الأسباب الأساسية لزوال الغابات هي : بناء مراعي تكفي لإنتاج اللحوم وهذا يسبب 27% من الإزالة، 26% من نسبة الإزالة تعود لتصنيع أشياء من الغابات والخشب دون تقديم الاهتمام لها بالمقابل، 23% تعود لاستخدام الغابات كوقود أو إزالتها من أجل إنتاج الوقود ضمن أراضيها ، 24% من الإزالة سببتها عملية تحويل الغابات لمحاصيل تجارية أخرى،



  • من الجيد أن تعرف أن استهلاكك للحوم الحيوانية يحرق الغطاء النباتي حرقاً ، لأن عملية ( الرعي ) تتطلب أراضي ومحاصيل بكمية كبرى، على عكس مما لو تركت الحيوانات ترعى لوحدها ويقودها نظام الطبيعة ( كما كان الأمر دائماً ).
  • إذا كان معدل احتياج إنسان أفغاني يقدر بنصف هكتار، باعتبار أفغانستان هي آخر بلدان العالم في الترتيب، فإن الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الأولى بمعدل 12 هكتار لكل مواطن. ويمكن عبر سلم الترتيب الذي أعده الصندوق التعرف على أن دولة مثل سويسرا تحتل المرتبة السادسة عشرة بمعدل 5،1 هكتار وأن اليابان يحتل المرتبة 27 بمتوسط 4،8 هكتار.
  • يورد التقرير الذي يتم إعداده كل سنتين، والذي حمل عنوان "الكوكب الحي"، أن الإنسانية استهلكت ما بين غرة يناير و 19 أكتوبر من عام 2006 ما تحتاج الطبيعة لإنتاجه طوال الإثنى عشر شهرا من العام 2006. أي ما معناه ان الإنسانية تستهلك أكثر مما تستطيع الطبيعة تجديده. وإذا لم تتخذ الإجراءات الضرورية على المستوى العالمي فإن ذلك قد يترتب عنه مع مر الزمن، نقص في الموارد الطبيعية بالنسبة للأجيال القادمة.
  • مات من مجموع الكائنات الحية على الأرض 68% ، فقط منذ 1970 إلى 2020 وانخفضت أعداد الأسماك والحيوانات في المياه العذبة بنسبة 83% منذ 1970 إلى 2022 هذا هو التعريف الحقيقي للجنون.

أخشى أنك لن تصدق أن حضارة الإنسان مجنونة حتى ترى بأم عينيك نتائج جنونها …

جنون البشرية يكاد يقضي على الكوكب بسبب زيادة عدد المصانع والمعامل والأبنية التي لا داعي لها، علماً أن توزيع الصناعات يصب بالأساس ، في صناعات عسكرية وحربية، لا تخدم الإنسان بل تقتله، وتقتل جميع الكائنات الأرضية معه، وصناعات للدواء الذي لا يعالج أي مرض حقيقي ومزمن حتى هذه اللحظة.. 

يتم إنفاق عدة تريليونات كل سنة على صناعات الحروب والأسلحة ، وعدة تريلونات أقل على صناعة الأدوية الكيميائية ، وعدة تريليونات على تجارة وصناعة المخدرات ، وهذه هي أكبر مصادر الاستهلاك البشري للمال والموارد الطبيعية.


كما ترى ، أكبر مجالات إحراق الموارد الطبيعية تذهب إلى ما يضر ولا ينفع بسبب الحضارة ...

أيضاً، هل تعلم ضريبة تقدم الغرب التي أنت فرحٌ بها ؟ الغرب اليوم … من المشروع بكل المقاييس .. إعلان الحرب المفتوحة على حكوماته وأنظمته من قبل كافة أقطاب العالم … لأنه "يُهلِك الأرض" ككوكب ويستهلك البيئة بأسرها… انظر :

"في تقريره لعام 2006، قرع الصندوق العالمي لحماية الطبيعة جرس الإنذار فيما يتعلق بمستوى استهلاك البشرية للموارد الطبيعية بشكل يهدد قدرة الطبيعة على التجديد. التقرير أشار إلى أن مستوى استهلاك سكان الكرة الأرضية للموارد الطبيعية يفوق بثلاثين بالمائة ما تستطيع الطبيعة تجديده من موارد، وهو ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة."



إرسال تعليق

0 تعليقات