Advertisement

Main Ad

علم النجوم ASTROLOGY : كشف الحقيقة

 بدأت القصة مع نظام Hermetic Astrology الذي عرفني تلك الأبعاد الخفية لما تعنيه الأبراج …

كنت لا أكترث بالتنجيم في صغري وكانت فقرة الأبراج الصباحية مزعجة جداً، وآخر شيء اقرؤه في الجريدة هو عناوين الأبراج، بل لقد كانت سهرة رأس السنة مملة بسبب تداخلها مع فقرات الأبراج.

وحين هرمت وظهر الشيب … صارت فقرة الأبراج الصباحية مزعجة ، ولكني تركت الجريدة واقتنيت شبكة انترنت، ولم يسبق لي أن بحثت عن مقال للتنبؤ بالأبراج حسب ما أذكر، وسهرة رأس السنة من أصلها لم أعد أتابعها ^_^.

أما الذي دفعني للبحث في الAstrology هو فك شيفرة النظام الكوني، لم يقم الفلكيون القدماء بمحاولة خلق تسلية حينما صمموا نماذج علمية تشرح حركة القدر وفق منازل السماء، هم كانوا يعرفون ما الذي يريدونه بالضبط.

وبعد قليل جداً من التعمق اكتشفت أنها معادلات مذهلة للغاية سطرتها عقول تخترق مفهوم البشرية المعاصر عن العقول … فكانت الشمس تشير إلى السعي الزمني في الراحلة الزمنية، وكان القمر يشير إلى انعكاس مستقرها في أفقها، وكانت المواقع الاثني عشر ترمز إلى مراحل الساعة التفاعلية لكل حدث ممكن الحدوث، فإذا فهمت المراحل أدركت أن الشمس والقمر والكواكب هم عقارب الساعة، وأن هذه الساعة تقيّم الزمن الذي تعكسه كما تقيّم ساعة النبض نبض القلب، وليست ساعة ميكانيكية وإنما ساعة تفاعلية.

حسب علم النجوم Astrology يكون الاتصال بين النجوم والزمن الفلكي، وبين الأروح والنفوس والزمن الخاص بها، اتصالاً مباشراً وباطناً ودون أي وساطة فيزيائية ظاهرة. أي أنه لا وجود لشيء اسمه "تأثير الكواكب والشمس والقمر" كما يروج الفلكيون عادة، وإنما هناك "كيان ميتافيزيقي حيوي عظيم" ينعكس منه الفلك في الفضاء، كما تنعكس منه الأحداث على الأرض.

بمعنى معين، نقول كما في الأعلى في الأرض، أو كما في الداخل في الخارج. وهذا ما يقوله الإيزوتيريك عن "معضلة العقل- الجسد" حيث أن كلاهما لا يؤثر على الآخر وإنما نحن نرصد انعكاسين لكائن واحد موحد يسمى ب"الروح" وهو يتجلى مرة على هيئة مادية ومرة على هيئة عقلية بحسب زاوية رؤية الراصد له.

هو قانون المرايا في علم القرآن الكريم، أو الانعكاس في تعاليم الهرمسية :

هذا الكيان الميتافيزيقي ليس محدداً في إحداثيات محلية معينة، أي ليس هنا وهناك، ولكنه يوحد كل ما يوجد هنا وهناك، هو يشمل "كل زمن واحتمال ممكن التحقق" .. وللتبسيط نقول إنه أشبه ب"العقل الحيوي الكوني" فهو حاسوب ولكنه كائن حي وعلوي، حيث يسيطر على طبيعته الحاسوبية بقوته الحيوية ويتلقى تعليماته من الله.

هذا الكيان العظيم نسميه "النجم" أو "النجم الأثيري" وهو ليس بشيء مادي ولكنه يكوّن المنعكس الذي تترجمه عقولنا على هيئة زمن له مادة، ويمكنه تجسيد المادة على أي نحو كان بحسب التفاعلات بينه وبين عقول الناس ووعيها.

الساعات المختلفة هي انعكاسات لنظام الوقت، يوحدها النظام ولا تؤثر على بعضها :

للتقريب … نقول إن هناك ساعتين، تعملان على الطاقة الكهربية وتستمدان معلومات الوقت من خلال شبكة الواي فاي، وهذا يعني أن العلاقة بين الساعتين وتناظرات حركات العقارب أو الأرقام في كل منهما ليست لأن أحدهما يؤثر على الأخرى، ولكن لأن "هناك قوة خفية تتجلى في كل منهما بنفس الطريقة"





كل ساعة تستمد وقتها بمعزل عن الأخريات من قوة واحدة خفية هي شبكة الواي فاي العالمية، في الظاهر قد يبدو الاقتران بينهن متعلقاً بسببية تربط كل ساعة مع الأخريات، ولكن الحقيقة أن الترابط باطني وغير سببي… فالساعات لا تؤثر على بعضها بقوة فيزيائية محددة، ولكنها تنعكس جميعاً من نفس "العلل" ، فيوحدها نظام التكوين العميق ولذلك تتناظر أزمنتها.



وهكذا يسهم الناس عبر تواصلهم الباطني مع قوة الله وعالم الغيب، في رسم صورة الفلك الفضائي كما يسهمون في خلق أحداث عالمهم الأرضي، ولذلك …


ليس هناك تنبؤ في التنجيم ولكن ثمة فهم، على عكس ما يروج في الإعلام، الفلك لا يوفر معرفة الغيب ولكن تحليل الواقع واستنباط أقرب وأمثل الاحتمالات للمستقبل، كما أنت تعرف ماذا سيفعل أحد المقربين لك حين يتعرض لموقف معين، يعرف الفلكي ماذا سيحدث في الزمن الفضائي حسب حركة الكواكب عبر مواقع النجوم.​

حركة النجوم هي انعكاس للقوة التي جعلها الله حكماً على نظام الزمن الكوني.​

هذه القوة تتفاعل مع رغبات الناس وتطلعاتهم ومخاوفهم وكل ما يفكرون به، وتقوم بتحويلها إلى تجسيد مادي، ينعكس هذا التجسيد على الفضاء بحركة الفلك، وعلى الأرض بما يحدث فيها.​

ولذلك تتطابق منعكسات الفضاء وأحداث الأرض المقترنة بها ..​

والناس يتفاعلون مع النجم الأعظم عبر أرواحهم ونفوسهم لا عبر أجسادهم ومادتهم الظاهرة.​

ولذلك يمكن أن يتغير المستقبل بتغير الإنسان ونفسه، والفلك إنما يشير لما في جوف الناس من مكنون ليساعدهم على فهم أنفسهم ومصيرهم وعلى تغيير نقاط الضعف بعد التفطن إليها، وهذه غاية علم الفلك أصلاً.​

أي أن التنبؤ هو إساءة لاستخدام هذا العلم المقدس،​

كذلك يقول الله عز وجل { وبالنجم هم يهتدون } وليس "يتنبؤون".


لأن الغيب مستحيل أن تتنبأ به بالحساب وحده ، لابد من وحي من الله وكشف مقدس…


الآن .. إذا تعطلت الساعتين معاً أو تغير وقتهما بشكل غير صحيح معاً، هل نقول إن أحدهما أثرت على الأخرى بسبب تغيرها ؟ أو أن "العلة في تكوين نظام الزمن لكل منهما" قامت بالتأثير عليهما معاً وغيرت حركتهما ؟

أترك الجواب لك ….

إن علم الفلك أساساً هو علم نبوي طاهر، جاء من السماء ولم يأتي من الأرض، ومن سماء النور وليس من كهنوت الظلام، يقول الله عز وجل { وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } وهذا بيان أن النجوم علّة للهدى، ولم يذكر أن الهدى هو "معرفة خريطة لشخص ضاع في البيداء في منتصف الليل" كما يروج الأغبياء.

بلى هو هدى الله، ومن المتعذر على شخص يحارب العلم قبل أن يتعلمه أن يعرف هذا الموضوع، وسبق وتحدثتُ بذلك عدة مرات وهذه هي أهم النقاط :

  • النجوم لا تقرأ المستقبل، ولكن تقرأ الواقع الذي ينبع منه المستقبل.
  • هذا الواقع له ظاهر وباطن، والناس تنظر للظاهر والخاصة يرون الباطن.
  • حساب النجوم أشبه بحسابات التنبؤ في برامج الذكاء الاصطناعي الفائقة، وليست تقاليد.
  • أغلب المنجمين على الساحة الإعلامية هم حمقى ومهرجون، لا يعرفون أي شي على الإطلاق، وتأتيهم الإيعازات والأوامر من السلطة التي ينتمون لها، ولذلك يتحزب كل متنبئ بحزب معين يموله، أما العراف الحقيقي فيعلم الحق من ربه ولا يخاف من الناس الوهميين.
  • علم النجوم بصفة أساسية هو تراث هرمسي، أي من هارون وموسى، واسمه علم النجوم، وليس علم التنجيم، وحساباته تقرأ القيم وحكمة اللاهوت وتسقطها على الواقع المنظور، وليست حسابات رقمية سخيفة.

الله يغير كل شيء، ولا يوجد قوة في العالم يمكنها أن تحدد مصير شيء تحديداً نهائياً، الله وحده يحدد ذلك ولذلك الغيب أصلاً، ليس وجوداً بمعنى شيء تم قراره وانتهى الأمر، لأن العالم منظومة حيوية وليس طوبوغرافيا وماكينة.

وهدف علم النجوم أن تقرأ نقاط ضعفك فتغيرها ونقاط قوتك فتستخدمها، سواء الأخلاقية أو النفسية أو الجسدية، سواء الفردية أو الدولية أو العالمية …


إرسال تعليق

0 تعليقات